فصل المقال في تفسير العيال

من التعبيرات الشائعة أن يقول المرء فلان "بداخله طفل" – وتلك العبارة علي ما تبدو من بساطة ووضوح في معناها إلا انها معقدة مركبة تعقد الزمان الذي مر بها فجعل من عجائبه أنها كلما تناقلتها الألسنة كلما استعصت علي الفهم. وهي تنتمي لتلك الطائفة الشائعة من المفردات التي نستخدمها لننقل فيما بيننا أفكارا نحسبها واضحة جلية بينما هي في واقع الأمر شديدة الغموض
ورغم ان تحليل وتفسير هذا المصطلح أمر وان ادعي بشر القدرة علي التصدي له كان ذلك دربا من دروب الجنون إلا إنني – وما أجهلني – قد قعدت العزم علي القيام بتلك المهمة المضنية
بادئ ذي بدء يجدر بنا أن نستثني من تحليلنا هذا طائفة محددة من بني البشر ألا وهي النساء متزوجات كن أم فاجرات فاسقات وقد انتفخت بطونهن حلالا أم سفاحا. وتلك الطائفة تخرج عبارتنا من قاعدة الغموض إلي استثناء الوضوح والإجماع. فإذا قلت فلانة "بداخلها طفل" أو قالت فلانة "أنا بداخلي طفل" وكانت تلك الفلانة حامل في الشهر الثامن صح هذا القول تمام الصحة وما عارضه إلا الجهلاء أو السفهاء من القوم
وفي قول آخر لا يجوز نعت الجنين في بطن أمه بالطفل إذ هو لم يري النور ولم يكتمل إنسانا يتنفس ويبكي ويرضع إلا ان هذا القول يصح في الأغلب الأعم لاتفاق العامة وشيوع الخطأ واستخدام الحال المستقبل لوصف الحاضر وما هو أعم لوصف ما هو أخص وقد اختلف علماء الغرب العلماني في تلك الأمور أيما اختلاف وتفرقت آراءهم – فرق الله شملهم ورمل نساءهم – أيما تفرق في معرض نقاشهم عما يسمونه بالإجهاض وحق الحياة والله أعلم ببواطن الأمور
أما إذا ذكر هذا الوصف في أنثي لم يقربها رجل أو ذكر مكتمل الذكورة صار أمرا عسير علي البنان واحتار في تفسيره الإنس والجان. ومما يزيد الأمر التباسا استخدام اللفظ علي عمومه دون تحديد موقع الطفل من الداخل الإنساني. والأمر علي عمومه وتجريده يعتمد علي حجم الطفل والتشريح الداخلي للإنسان وكلها أمور يقربها العقل الإنساني من باب الافتراض والفضول وليس من باب اليقين القاطع والبرهان الساطع. فإذا كان الطفل صغيرا ضئيلا جاز انحشاره في البلعوم أو بأعلي الحجاب الحاجز. أما إذا كان كبيرا مكتمل النمو مثل فحل البصل الأخضر وقد ازمهر في الصباح لا يعقل وجوده بداخل المرء اللهم إلا إذا كان ذلك بداخل المعدة أو الأمعاء. والقول الأرجح هو تمركزه بداخل الأمعاء الغليظة إذ من خصائص الأطفال الحراك الدائم كما أنهم قد يشيعون في المكان بللا غير محمود علي حين غرة فاستلزم ذلك وجودهم في محيط غليظ
وقد شاع أمر هذا الاصطلاح وتناقلته الألسنة كما يتناقل الحشاشون زغاريفهم في غرزة جدباء ملبدة بالغيوم. فمنهم من تنفرج أساريره وينعت نفسه بذاك الوصف دالا بذلك علي حسن النوايا ونقاء القريحة ومنهم من يدعي هذا الادعاء بغرض الإيحاء بالبراءة والتقلب وحب اللهو والمرح وعلي كل الأحوال فإن تلك النعوت تفترض استئثار فئة الأطفال بها استئثارا لا يعرف الخلط فإذا مست ابن آدم مسا ولو طفيفا كان ذلك من باب التشبه بالأطفال وليس من باب الخصال الأصيلة وهو فرض في مجمله لا يستسيغه العقل الواعي ولا الباطن حيث تختلط أطوار المرء من المهد إلي اللحد أيما اختلاط وتتداخل أيما تداخل
وقد انتشر هذا القول بين الناس كالماء في المواسير حتي تغني به أستاذ الطرب الأصيل الشيخ جون لينون – رحمه الله – فقال "يا امرأة أتمني أن تفهمي الطفل الصغير بداخل الرجل" وصار هذا البيت الفريد من عجائب ما جادت به القرائح في هذا الزمان فردده الصبيان في الطرقات وارتفع بالغناء في الاستريوهات وهامت به العذراوات دون الاكتراث بما يعتريه من لبس واضح وجهل فاضح ودون الخوض في غمار التفاسير وسبر أغوار المعاني
ولإن كانت العقول قد وقفت ذاهلة أمام هذا اللغز الدفين وما برحت الأذهان عاجزة خاشعة أمام تلك الظاهرة التي استعصت علي كل عجوز ماكرة وكل لعوب فاجرة فقد خر ادعياء التكنولوجيا والعولمة والميكنة مشدوهين وتأرقت مضاجعهم إذ عجزت كل بدعهم عن الكشف عن ذلك الوجود الخفي الغويط الذي لا يكشفه سونارا ولا يثبت وجوده تحليل بول
أقول قولي هذا وأستأذنكم دلوقتي عشان دة معاد الرضعة بتاعة الطفل الذي بداخلي
ورغم ان تحليل وتفسير هذا المصطلح أمر وان ادعي بشر القدرة علي التصدي له كان ذلك دربا من دروب الجنون إلا إنني – وما أجهلني – قد قعدت العزم علي القيام بتلك المهمة المضنية
بادئ ذي بدء يجدر بنا أن نستثني من تحليلنا هذا طائفة محددة من بني البشر ألا وهي النساء متزوجات كن أم فاجرات فاسقات وقد انتفخت بطونهن حلالا أم سفاحا. وتلك الطائفة تخرج عبارتنا من قاعدة الغموض إلي استثناء الوضوح والإجماع. فإذا قلت فلانة "بداخلها طفل" أو قالت فلانة "أنا بداخلي طفل" وكانت تلك الفلانة حامل في الشهر الثامن صح هذا القول تمام الصحة وما عارضه إلا الجهلاء أو السفهاء من القوم
وفي قول آخر لا يجوز نعت الجنين في بطن أمه بالطفل إذ هو لم يري النور ولم يكتمل إنسانا يتنفس ويبكي ويرضع إلا ان هذا القول يصح في الأغلب الأعم لاتفاق العامة وشيوع الخطأ واستخدام الحال المستقبل لوصف الحاضر وما هو أعم لوصف ما هو أخص وقد اختلف علماء الغرب العلماني في تلك الأمور أيما اختلاف وتفرقت آراءهم – فرق الله شملهم ورمل نساءهم – أيما تفرق في معرض نقاشهم عما يسمونه بالإجهاض وحق الحياة والله أعلم ببواطن الأمور
أما إذا ذكر هذا الوصف في أنثي لم يقربها رجل أو ذكر مكتمل الذكورة صار أمرا عسير علي البنان واحتار في تفسيره الإنس والجان. ومما يزيد الأمر التباسا استخدام اللفظ علي عمومه دون تحديد موقع الطفل من الداخل الإنساني. والأمر علي عمومه وتجريده يعتمد علي حجم الطفل والتشريح الداخلي للإنسان وكلها أمور يقربها العقل الإنساني من باب الافتراض والفضول وليس من باب اليقين القاطع والبرهان الساطع. فإذا كان الطفل صغيرا ضئيلا جاز انحشاره في البلعوم أو بأعلي الحجاب الحاجز. أما إذا كان كبيرا مكتمل النمو مثل فحل البصل الأخضر وقد ازمهر في الصباح لا يعقل وجوده بداخل المرء اللهم إلا إذا كان ذلك بداخل المعدة أو الأمعاء. والقول الأرجح هو تمركزه بداخل الأمعاء الغليظة إذ من خصائص الأطفال الحراك الدائم كما أنهم قد يشيعون في المكان بللا غير محمود علي حين غرة فاستلزم ذلك وجودهم في محيط غليظ
وقد شاع أمر هذا الاصطلاح وتناقلته الألسنة كما يتناقل الحشاشون زغاريفهم في غرزة جدباء ملبدة بالغيوم. فمنهم من تنفرج أساريره وينعت نفسه بذاك الوصف دالا بذلك علي حسن النوايا ونقاء القريحة ومنهم من يدعي هذا الادعاء بغرض الإيحاء بالبراءة والتقلب وحب اللهو والمرح وعلي كل الأحوال فإن تلك النعوت تفترض استئثار فئة الأطفال بها استئثارا لا يعرف الخلط فإذا مست ابن آدم مسا ولو طفيفا كان ذلك من باب التشبه بالأطفال وليس من باب الخصال الأصيلة وهو فرض في مجمله لا يستسيغه العقل الواعي ولا الباطن حيث تختلط أطوار المرء من المهد إلي اللحد أيما اختلاط وتتداخل أيما تداخل
وقد انتشر هذا القول بين الناس كالماء في المواسير حتي تغني به أستاذ الطرب الأصيل الشيخ جون لينون – رحمه الله – فقال "يا امرأة أتمني أن تفهمي الطفل الصغير بداخل الرجل" وصار هذا البيت الفريد من عجائب ما جادت به القرائح في هذا الزمان فردده الصبيان في الطرقات وارتفع بالغناء في الاستريوهات وهامت به العذراوات دون الاكتراث بما يعتريه من لبس واضح وجهل فاضح ودون الخوض في غمار التفاسير وسبر أغوار المعاني
ولإن كانت العقول قد وقفت ذاهلة أمام هذا اللغز الدفين وما برحت الأذهان عاجزة خاشعة أمام تلك الظاهرة التي استعصت علي كل عجوز ماكرة وكل لعوب فاجرة فقد خر ادعياء التكنولوجيا والعولمة والميكنة مشدوهين وتأرقت مضاجعهم إذ عجزت كل بدعهم عن الكشف عن ذلك الوجود الخفي الغويط الذي لا يكشفه سونارا ولا يثبت وجوده تحليل بول
أقول قولي هذا وأستأذنكم دلوقتي عشان دة معاد الرضعة بتاعة الطفل الذي بداخلي