Tuesday, November 28, 2006

خمسة شعر




يا دنيا عويصة وحسبة بألف احتمال
..
كبنت عيونها وضحكتها فوق الاحتمال
..
يهل نسيمها ياخدني الأمل والفضول
..
واسأل عليها يقولوا حرام السؤال



زماني بساطوره بيشرح في صدري شرايح
..
يقطع في قلبي ويدي اللي جاي واللي رايح
..
أصرخ وأنادي يا عالَم منين الشهامة؟
..
يقولوا مفيش بس ممكن تلاقي النصايح

____________________________________________________

ملحوظة: حقوق المؤلف المرة دي للعبد لله

Tuesday, November 21, 2006

أنا الواقف في بلكونة




للأسف الشديد لست من الموهوبين في كتابة الشعر، لكن أدعي اني من متذوقي شعر العامية. والأبيات التالية من نظم صديقي الشاعر المصري الشاب طارق قطب
وطارق من شريحة الفنانين المصريين الموهوبين بالفطرة والذين تمنعهم موهبتهم من ركوب الموجة التجارية الطاغية أو الأكثر جاذبية حاليا، ودة أحلي ما فيه. قال عنه أحمد فؤاد نجم انه شاعر ابن حرام وده طبعا لمن يعرف أحمد فؤاد نجم نوع من المديح. من الآخر كدة هذا الشاعر في رأيي هو أقوي شعراء العامية بين الشباب المصري
أيوة أنا متحيز! والقرعة ببتباهي بشعر بنت أختها! بس اهو نموذج من أشعاره قدامكم... اقروه ... وقولولي لو أنا متحيز ولا عندي حق
___________________________________
أنا الواقف فى بلكونة وباصص للسما بعناد
نجوم بتعوم فى ملكوتك انا لأه
مابتحاربيش عشان قوتك انا لأه
رعدك يوم غضب صوتك وانا لأه

هموم بتعوم فى ملكوتى
وبأشقى كتير عشان قوتى
ويوم غضبى....يضيع صوتى
ساعات فى براح برود قاسى ساعات فى الزحمة والزنقة

ولسه بأحب
ورقة غريبة جوايا........ يوماتى تشب
تتشعلق. وتتمدد كما اللبلاب...على قلبى الغريب جدا
وساعة ما الآدان يدن
تزيد الرقة والمنظر يكون خلاب

ولسة باحب
وفرحة غريبة جوايا تخلينى....نافورة حب
تنسم ع اللى بتحبه....وترويه لو يكون عطشان

ولمعة غريبة ف عنيه بتتكون يادوب علشان
لمحت حبيبتى من بعيد ...وعيونها بصالى
ورغم ان التواضع أصل ف خصالى
حسيت بزهو..كأنى فارس جرىء
وبعد لحظة لقتنى...زى طفل برىء
باتنطط وباتشاقى واقول يارب نتلاقى

وأعيش لحظات فى ملكوتها
وألاقى ان الجمال قوتها
واسمع اسمى أنا بصوتها
فاحس ان الهموم هانت واحكيها بصفة كانت
واحس كانى متدلع....ومتبتر على النعمة

وفجأة عينى تتطلع وهى بجرأة مسكونة
وأقول للسما بحكمة وانا واقف فى بلكونة

قمرك يا سما سابك انا لأه
برقك موت أحبابك انا لأه
وساعة ما انفتح بابك فى يوم خنقة.............. وأنا بادعى
وانا ساجد........وأنا واجد منتهى الراحة فى كونى ضعيف
وأنا حاسس بلسعة صيف على خدودى
وانا عارف ان ضعفى هو السر فى وجودى
وسر اللسعة فى دمعى وأنا ادعى

ولما دعيت وبابك عدى دعواتى
واهدانى فى يوم آتى بفرحة حبها ليه

بصت لك وأنا حاسس بانى خلاص مانش محتاج
بصت لك وانا حاسس بانى خلاص لبست التاج

وتاجى...حبها لشخصى الضعيف جدا
غريبة....ادان الفجر اهه بيدن

أسيبك يا سما دلوقت
أشوفك بكرة نفس الوقت
وبكرة الحب حيكون زاد

واكون واقف فى بلكونة وباصص للسما بعناد
____________________________________
ملحوظة: بما اني خارج القطر المصري حاليا، لم أستأذن الشاعر قبل نشر هذه الأبيات، فأولا محدش يسيح
:)
ثانيا كافة حقوق المؤلف محفوظة لطارق قطب
ثالثا دي مدونة بقي يعني كل سنة وانت طيب وسلملي علي حقوق المؤلف وعلي المتضرر اللجوء إلي القضاء

Wednesday, November 15, 2006

شكرا... الشكر لله


من ساعة من وعيت عالدنيا وأنا عارف إن لما واحد يقول للتاني "شكرا" بيكون الرد الطبيعي جدا هو "العفو"! جديدة دي.. صح؟ بس أحيانا بيكون الرد "عفوا"، أو لو واحد محترم شويتين ممكن يخليها "لا شكر علي واجب

مؤخرا ظهر في مصر رد ما كانش مستخدم قبل كدة بكثرة ألا وهو "الشكر لله". أول مرة سمعت فيها هذا الرد استغربت جدا وقلت في ذهني "انت مالك يا اخي إذا كنت أشكر ربنا ولا لا؟ انت حتتحشر في ديني كمان؟ حاجة غريبة جدا

وفورا رميت هذا الرد في سلة "الظواهر المتشددة القادمة من الخليج" وطبعا إللي عاش في مصر يعرف كويس جدا ان المثقفين المصريين علي اختلاف انتماءاتهم ما عندهمش أكتر من التفسيرات الجاهزة والتحليلات ال"تيك أواي" من هذه النوعية

من حوالي شهر، كنت ماشي في طريق رقم 5 في نيويورك وميت من الجوع، قابلني كشك مكتوب عليه "حلال" بالحروف الإنجليزية. قلت للرجل طلبي بالإنجليزي. شكله كان مصري. أعطيته الحساب وشكرته بالعربي. ابتسم ابتسامة نصف مندهشة ونصف ودودة وقال "الشكر لله

هذه المرة قلت في ذهني "يا سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام!!!!" مالها "الشكر لله"؟ بالذمة مش احسن من "شور" ولا "نو بروبلم"؟ والأولي معناها "مؤكد" وتترجم في ذهني إلي "أكيد طبعا لازم تشكرني يا حيوان لأني ضيعت شوية وقت ومجهود علشان خاطر سيادتك" والثانية معناها "مفيش مشكلة" وتترجم في ذهني إلي "أنا عملتلك خدمة عظيمة بس دة ما سببليش أي ضرر يذكر لأنه لو كان حيسببلي ضرر ما كنتش سألت في أمك أساسا"

إنما هذا الرجل الطيب يتعفف أن ينسب إلي نفسه إي خدمة أداها لي. فالأموال إللي اشتري بيها الكشك ومحتوياته والمهارة اللي جهز بيها طلبي ما هي إلا منحة من الله، كذلك الفلوس إلي اشتريت بيها الطلب، قدرتي علي الكلام والمشي والإحساس بالجوع، الصدفة اللي خليتني أقابل هذا الكشك في طريقي، كلها منح من الله..

فعلا.. الشكر لله

Sunday, November 12, 2006

رقص الأبطال




هل سمعت عن فرقة "الفنون" للرقص الشعبي الفلسطيني؟ من دواعي خجلي إنني لم أكن قد سمعت عنها قبل أمس، هنا في بوسطن

دعاني بعض أصدقائي لحضور عرض للرقص الشعبي الفلسطيني علي أحد مسارح معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. لبيت الدعوة متكاسلا. وددت بشدة أن أري أصدقائي ولكني لم أتحمس لفكرة الرقص الشعبي المرتبط في ذهني بالعروض الهزيلة التي تقدم في حفلات افتتاح المهرجانات والبطولات الرياضية في القاهرة

شعورا غريبا انتابني أثناء العرض. العرض عبارة عن فن فلسطيني حتي النخاع. رغم ذلك شعرت بأنني ممثل جزئيا علي خشبة مسرح تلك الجامعة الأمريكية العريقة

ربما يكون سبب هذا الشعور هو كون فلسطين جرح عميق، أحاول بكل ما أوتيت من قوة ان اتجاهله لتيقني من عجزي عن مواجهته. لكن ضعط "الفنون" علي جرحي كان أشبه بضغط الطبيب ذو الخبرة الذي يعلم ان تجاهل الجروح لا يؤدي إلي شفائها

ربما يكون السبب هو كون صورة الشعب البطل الذي تعجز أعتي الأسلحة وأشد الأنظمة وحشية عن إخضاعه قد ترسخت في ذهني عن الشعب الفلسطيني. علي الرغم من أن عرض "الفنون" لم يكن فيه صوت رصاص أو مدافع، ولم تكن فيه صور لجنازة مهيبة، فإن العرض جعلني أدرك أكثر من ذي قبل أن هذا الشعب يحيا، وذلك حين رأيت بنات وأبناء الأبطال يحلقون علي خشبة المسرح الأمريكية في مزيج فريد من الخفة والمهارة والعزة والكرامة

ربما لأن هؤلاء الراقصين الشباب استطاعوا أن يعبروا بعمق عن وطنهم وثقافتهم ونجحوا في أن يوصلوا الرسالة إلي الحضور أفضل من أي من السياسيين أو المؤرخين أو علماء الاجتماع الذين أعرفهم

لكني أظن أن سبب إعجابي الرئيسي بالعرض هو إنني ولأول مرة منذ زمن بعيد أري مجموعة من العرب يؤدون عملا جماعيا بمنتهي الإتقان والسعادة والتواضع

يمكنكم أعزائي أن تشاهدوا هذه الفرقة علي ضمانتي، وأن تشعروا، علي الأقل لمدة العرض، بالفخر لأنكم عرب

Saturday, November 11, 2006

النظام المصري واحتكار القوة

في تلك الدوامة اللانهائية التي نعيشها من تردي في الأوضاع المعيشية وإحباط من الأوضاع الدولية وما يصاحبها من مظاهر الشكوي التي لا تنقطع في مجتمعنا المصري، قد يكون من المفيد أن نوقف قليلا لنسأل هذا السؤال البسيط:

هل نعرف ما الذي نريده بالضبط؟

للأسف فإن الإجابة: لا. نحن لا تنفق علي الأهداف. نحن لا نتفق حتي علي أسباب الشكوي. فبينما يشكو البعض من قمع المظاهرات، يتأفف البعض الآخر من تبرج النساء! وبينما يري البعض المشكلة في فساد الحكام العرب وضعفهم، يري البعض الآخر ان مشكلتنا البعد عن الدين.
وبعيدا عن التفسيرات التي تتجاوز حدود المنطق العلمي (كأن نقول ان ما يحدث لنا ما هو إلا غضب من الله) والتي لن أتطرق لها لجهلي بأبعادها وعدم تعلقها بموضوع هذه التدوينة، فإن تلخيص المشكلة في ضعف الحكام هو بلا شك نوع من التسطيح.

كما ان الاعتقاد بأن الحل هو مجرد تعديل في الدستور هو اعتقاد ساذج لأن تعديل الدستور وحده لا يمنع استمرار الحكم الديكتاتوري إنما وجود آليات عملية لإحداث توازن سياسي والإبقاء علي هذا التوازن هو السبيل الوحيد للقضاء الدائم علي الديكتاتورية.

ليست هذه دعوة لتوحيد وجهات النظر لأن هذه نتيجة يستحيل تحقيقها. لكن الواقع أننا جميعا أو الغالبية العظمي منا تشترك في أمر واحد: الواقع المرير. فإذا قدر لنا أن نشترك في هذا الواقع، من المنطقي ان نشترك جميعا في الرغبة في التخلص منه.

إلا أن المشهد المصري حاليا لا يوحي بقرب تحقق هذا الخلاص، وذلك لعدم وضوح مصدر المشكلة في أذهان الكثير منا وبالتالي عدم وجود رؤية واقعية لحل تلك المشكلة.

بنظرة مجردة للواقع المصري، يمكن تفسير المشكلة التي تعيشها مصر في اختلال موازين القوة* حيث يتركز الجزء الأكبر من القوة في أيدي عدد محدود من الأشخاص بينما لا تمارس الغالبية العظمي من الشعب المصري أية مظاهر قوة تذكر. وتركز القوة هذا وإن بدا أمر واقع لا مفر منه، إلا ان الحقيقة خلاف ذلك تماما.

بتحليل أسباب تمركز القوة في أيدي النخبة الحاكمة نجد أنها كما يلي:

1- السيطرة علي القوات المسلحة
2- السيطرة علي الشرطة
3- السيطرة علي الأجهزة العامة
4- إنصياع الشعب وتعاونه

وعلي الرغم من أن العناصر الثلاثة الأولي قد تبدو شديدة التعقيد والصعوبة في المواجهة، إلا ان العنصر الرابع هو الأهم والأكثر تأثيرا وذلك لسبب بسيط وهو كون هذا العنصر جزءا لا يتجزأ من باقي العناصر. بمعني أوضح، فإنه لولا إنصياع العنصر البشري في المجتمع بكل فئاته مع رغبات النظام الحاكم لفقد السيطرة علي كل من الجيش والشرطة وأجهزة الدولة الأخري لأن تلك الاجهزة تتوقف حتما إذا توقف العنصر البشري.

وعلي ذلك فإن الحل الواقعي الوحيد للوضع الحالي في مصر يتمثل في توقف الشعب عن الإنصياع للسلطة. طبعا هذا لا يمكن إنجازه عن طريق مجرد الدعوة إلي ذلك لإن تلك الدعوة في الواقع الحالي سوف تقابل إما بالرفض أو بالسخرية. إنما الوصول لتلك النتيجة لا يتم إلا بعمل جاد ومنظم لمدة غير قصيرة من الزمن يتم خلالها إزالة الرهبة تدريجيا وتعريف المواطن المصري بحقه والأسباب الحقيقية المنطقية لتدهور أوضاعه. وهذا لن يتم علي أرض الواقع إلا باتحاد القوي الديمقراطية ووضع برنامج عمل موحد وملزم للجميع مبني علي توجيه الخطاب للمواطن المصري في استراتيجية طويلة المدي تهدف إلي تحويل السلطة في المجتمع المصري تدريجيا من محتكريها حاليا إلي عامة الشعب عن طريق تدعيم قدرة المواطن علي العمل الإيجابي والتأثير علي اتخاذ القرار. طبعا ذلك يتطلب اتفاق القوي الديمقراطية علي الكثير من التفاصيل مثل نوعية الخطاب الموجه للمواطن والذي يجب أن يلائم الطبيعة الخاصة للشعب المصري، كذلك الهدف النهائي المراد تحقيقه والأهداف المرحلية.

وأبسط دليل علي ذلك هو قدرة الشعب المصري متمثلا في مجموعة محدودة منه علي انتزاع حقه في التظاهر السلمي حتي أصبح التظاهر أمرا عاديا ويقابل بقمع أقل من النظام. نفس الأمر ينطبق علي الحق في نقد رئيس الجمهورية وأسرته.

باختصار، فإن كل ذرة من القوة يحصل عليها الشعب، يفقد النظام أمامها ذرة قوة تماثلها تماما في القدر. ولذا فإن الحل الوحيد الواقعي والممكن هو العمل الجاد والشجاع والدءوب نحو تعديل ميزان القوة في مصر وهو ما سوف يتطلب
الكثير والكثير من الجهد من الحركات الديمقراطية حتي تتخلص من اختلافاتها أولا ثم تضع قدمها علي الطريق
(المصدر: جين شارب: دور القوة في النضال اللاعنيف (معهد ألبرت إنشتاين، 2000*

قليل من الصدق


كم أنا بعيد الآن.. آلاف الأميال تفصلني عن تلك البقعة الساحرة من الأرض. تلك الأرض الحزينة الحكيمة العاشقة الساكنة الصاخبة المشحونة الهادئة المستكينة، تلك البقعة من الأرض التي سلبت عقول وحياة الملايين ولا تزال قابعة في سكونها الغامض تحبس الدمع في أعينها وتبكيني. تلك الصامتة بديعة الجمال لا تحتاج أن تتحدث أو تتأوه كي تبكيني. تلك الأميرة النبيلة الراقدة في صمت تشاهد الفئران والباعوض تعبث بمملكتها التي صنعتها بأصابع من ذهب قادرة، دون غيرها،علي أن تبكيني.

لماذا تطارديني في كل أركان المعمورة؟ أليس من الأحري أن أنعم هنا بثمرة عنائي وهذه الفترة المثيرة من حياتي؟ لماذا وقد وجدت لنفسي أخيرا مكانا حيث كل شيء متاح ومباح أجد نفسي أتوق لقليل من العناء؟ أتمني أن أستنشق ذلك الهواء المخلوط بالتراب والعوادم وحرارة الجو فأقفز إلي منتصف طريق مكتظ بالسيارات والناس فأري وجوها منهكة غارقة في العرق والهموم لكنها جميلة، تشاركني الصراع اليومي المرير من أجل استمرار الحياة، ذلك الصراع الفريد الذي دائما ما يكلل بالنجاح وقد حكم عليه الزمان بالفشل؟ لماذا؟

هل تحكمت في جيناتي حين كنت نبتة صغيرة في أرضك فجعلتي حواسي معلقة بك؟ أم أنها ألاعيبك السحرية التي تأسر قلوب البشر فتجعلها تهفو إلي عبيرك وعذابك؟ لماذا كل هذا وأنا ابنك؟ لكني لا أؤمن بالسحر ولا بالجينات.

أنا أؤمن بالعشق. لهذا فقط تبكيني. ولهذا فقط أكتب الآن علي هذا الجهاز في هذا المربع الضيق الذي يتسع لخواطر قد لا يقدر المحيط الذي يفصل بيننا علي احتوائها. قليل من الصدق هو كل ما أريد. وقليل من الصدق هو كل ما تحتاجينه ويحتاجه عشاقك الظالمين المظلومين. كم هو جميل أن أبوح لك بما في قلبي. لا مجال للخوف بعد الآن فأسوأ عقاب قد أناله هو الموت! لذا فلا داعي للخوف فقد صارحتك بمشاعري ونواياي. أنا الآن أري طريقي بوضوح أسير فيه راضيا واثقا. إلي الأبد.